الأربعاء، 29 يناير 2020

حق الحياة لقطط نادي الصيد - ريم أبو عيد

#ريم_أبو _عيد
نادي الصيد المصري بالدقي، المعروف بعراقته والذي كان فيما مضى ملكا للملك فاروق، كان والدي رحمه الله من الربعمائة عضو الأوائل المؤسسين له بعدما آلت ملكليته إلى الدولة والشعب المصري.  أمضيت طفولتي ومراهقتي وشبابي بين ربوعه، وما زلت عضوة فيه حتى يومنا هذا وقد شارفت على الخمسين من عمري.  عهدته طيلة سنوات حياتي ناديًا إجتماعيا راقيا، يضم صفوة المجتمع، ولا أعني بالصفوة من يمتلكون رصيدا ضخما من المال، ولكن من يمتلكون القدر الوفير من الثقافة والسلوك.  وكما هو معروف أيضًا لدى الجميع أن النوادي بصفة عامة تسكنها القطط على مر عصورها، لأنها أماكن مفتوحة من جميع الجهات ويستحيل منع دخول القطط إليها.  كما أن القطط نفسها هي حيوانات أليفة، استأنسها الإنسان منذ فجر التاريخ، وكانت تحظى بمكانة خاصة جدا في الحضارة المصرية القديمة، لدرجة أنه من كان يقتل قطة عامدا كان يحكم عليه بالإعدام.  وحظيت أيضًا بذات المكانة في الحضارة الإسلامية على مر العصور حيث خصصت لها أوقافا لإطعامها ورعايتها.  ومما لا شك فيه ولا خلاف عليه أن جميع الديانات السماوية حثت على الرفق بالحيوان بوجه عام، حتى هذه التي أحلها الله لنا طعامًا.  وهو ما تربينا عليه أجيالا متعاقبة، حين كنا مجتمعا متحضرا تسوده القيم الإنسانية والأخلاق القويمة، ولكن المجتمع لم يعد متحضرا كما كان سابقًا وكذلك العديد من النوادي الاجتماعية التي كانت عريقة ذات يوم، ومنها نادي الصيد الذي لم يعد كسابق عهده بعد أن التحق بعضويته بعض ممن يمتلكون من المال الوفير الذي يمكنهم من دفع قيمة العضويات الجديدة ولكنهم يفتقرون وبشدة إلى أبجديات الإنسانية والرحمة والتحضر والرقي، حتى أنهم باتوا يحرضون بفجاجة وتبجح على إيذاء قطط النادي، هذه المخلوقات الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة والتي ليس لها أي ذنب في أن مثل هؤلاء أصبحوا أعضاء في هذا النادي العريق في غفلة من الزمن.  فمنهم من يحرض على تسميم القطط بحجة أنها مخلوقات مفترسة ومؤذية تهاجم الأعضاء بلا سبب وهو محض افتراء، ومنهم من يلصق بالقطط ما ليس فيها من صفات ويتهمها زورا وبهتانا أنها سبب في نقل الأمراض إلى الأطفال، ومنهم من يبالغ في مخاوفه من تواجد هذه القطط في النادي حتى أنه يتفرغ لشن الحرب عليها ليل ونهار على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ويدعي كذبا حدوث حالات عقر يومية بالنادي وهو الأمر الذي ليس له أساس من الصحة على الإطلاق. والحقيقة إن ما يحدث في نادي الصيد من جرائم تحريض على إيذاء مخلوقات الله الضعيفة، لهو نموذج مصغر لما يحدث في المجتمع كله من جرائم عنف ضد الحيوانات سواء كانت كلاب أو قطط.  والمشكلة الحقيقية ليست بالطبع في وجود الكلاب والقطط في الشوارع أو النوادي ولكنها تكمن في وجود شخصيات مريضة في مجتمعنا الراهن: سلوكيا ونفسيا وفكريا وإنسانيا. تتفاخر بممارساتها الإجرامية وتنشر ثقافة العنف بكل صفاقة وتبجح، لأنه لا يوجد قانون رادع يمنعهم من التمادي فيها.  إن قطط نادي الصيد بريئة من كل الاتهامات الموجهة إليها من بعض الأشخاص عديمي الإنسانية والرحمة، وبشهادة العديد من أعضاء النادي، هذه القطط مسالمة للغاية وودودة أيضًا، وليس هناك أي خطر من وجودها، وإنما الخطر الحقيقي يكمن في بعض البشر المصابين بسعار قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، فمن  لا يتورع عن إيذاء حيوان لن يتورع عن إيذاء غيره من الناس أيضًا. ولكي يعود نادي الصيد راقيا كما كان يجب عليه أن يلفظ أشباه البشر قبل أن يشن حربا على مخلوقات أليفة خلقها الله لتعيش معنا على الأرض، واتخذت من النادي مسكنا وبيتا، قبل انضمام تلك الثلة الجاهلة عديمة الرحمة والإنسانية إلى عضويته.
وبشهادة الكثيرين من الأعضاء الأسوياء إنسانيا ونفسيا، قطط النادي ليست مؤذية وليست مسعورة، كما أنها لا تهاجم الأعضاء كما يدعي أولئك الموتورين.  وهذه الصور المرفقة لبعض أعضاء النادي أطفالا وكبارا وهم يلاعبون القطط تؤكد للجميع أن العلة ليست في القطط، وإنما في بعض الأشخاص غير الأسوياء ممن تنضح نفوسهم بالشر والأذى وهؤلاء من يجب استبعادهم من النادي لا القطط.













حق الحياة لقطط نادي الصيد - ريم أبو عيد

#حق_الحياة لقطط نادي الصيد #ريم_أبو _عيد نادي الصيد المصري بالدقي، المعروف بعراقته والذي كان فيما مضى ملكا للملك فاروق، كا...